الشيخ المقطري : هناك خلل في أداء الحكومة طالما ظل “صالح” يستلم مخصصاته المالية كرئيس
بقاء المؤسسة العسكرية والأمنية المعنية بمواجهة الانفلات الأمني في حالة انقسام، وراء ما تشهده البلاد من أحداث أمنية، بحسب ما يراه الدكتور/ عقيل المقطري ـ رئيس اللجنة التحضيرية لحزب اتحاد الرشاد اليمني الذي أعلن عنه مؤخراً في صنعاء كأول حزب سلفي في البلاد.
الشيخ المقطري- احد القيادات السلفية باليمن يوضح في حوار لـ”أخبار اليوم” بان بعض تلك الأجهزة المعنية في مواجهة هذه الاختلالات لا تخضع لسلطة وزارتي الداخلية والدفاع إلى اليوم، الأمر الذي يستدعي سرعة إعادة هيكلة الجيش… وهاكم ما دار في الحوار:
حاوره/ عبدالحافظ الصمدي
* أنا أو الطوفان:
** ما تقييمكم لأداء حكومة الوفاق في الفترة الحالية..؟
* كما نحسب فإن الحكومة قائمة بأعمالها كما ينبغي وخاصة أن بعضاً من وزرائها نعرف عنهم الوطنية والحرص على خدمة الوطن والمواطنين.. لكن هنالك عراقيل كما يظهر لي وهذه العراقيل هي التي تحول دون انطلاق الحكومة للهدف المنشود، وأنا متأكد أنه لو ترك لها المجال لتعمل كما ترى، لكان الأمر أفضل.
** مقاطعة.. ما هي هذه العراقيل التي تشير إليها في حديثك..؟
* هناك عراقيل قائمة.. نتيجة لوجود بعض المتنفذين الذين لا يزالوا موجودين، وأولئك الذين – ربما – يستأجرون من أجل التخريب وعرقلة عمل وزارات في الحكومة كما يحدث اليوم، على سبيل المثال في قضية الكهرباء، فوزارة الكهرباء استطاعت أن تفيد التيار الكهربائي حيث استمر لأيام دون انقطاع، لكن نتيجة وجود هؤلاء الذين لا يروق لهم أن يلمس المواطنون جهد حكومة الوفاق الوطني لإعادة الخدمات يقومون بمثل هذه الأعمال اللامسؤولة، حيث يريدون من خلال ذلك توجيه رسالة للناس مفادها أنا أو الطوفان ويضيف: أن هؤلاء الناس ما صدقوا أنهم فقدوا السلطة وصناعة القرار من هذا البلد وقد أتيحت لهم ذلك مدة طويلة، غير أنهم عبثوا ولم يراعوا أو يؤدوا الحقوق التي هي واجبة عليهم تجاه المواطن اليمني.. ويدلل الشيخ المقطري على نجاح وزارات في الحكومة مشيراً إلى ما قامت به وزارة النقل التي قال إنها أيقظت كثيراً من المتنفذين وأقلقهم كشفها للفضائح والمخططات التي كانت تُكاد نحو هذا البلد وهذا على سبيل المثال لا الحصر حسب تعبيره..
واستدرك بأنه لا يمكن القول بأنها تبذل من أعمالها جهوداً مخلصة حيث هناك وزارة لا زالت تحن إلى الماضي، مستدركاً بأن هذه المحنة التي تمر بها البلد كمرض ستعافى منه اليمن بإذن الله ويواصل المقطري: قرأنا وسمعنا عن تدخلات الرئيس السابق وتهديده لرئيس الوزراء محمد سالم باسندوة إذا لم ينصاع لأمره وكذا تهديده، لرئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.. وهذه كلها تخلق عراقيلاً لتبدي للناس فشل الرئيس هادي وحكومة الوفاق وبالتالي خلق ثورة مضادة لكن نقول لهؤلاء هيهات.. هيهات فالشعب يعرف من أين تأتي هذه العراقيل ومن يضعها ومن لا يروق له أمن واستقرار البلد فلقد أثبتت التحقيقات فيما حدث بأبين أن قائد المنطقة مقولة” كان له يد في التآمر بتسليم المعسكر، حيث راح ضحية ذلك كما عرفنا أكثر من 180 شهيداً في تلك العملية الإجرامية..
* الشفافية حل والصمت يخدم التخريب:
** إذاً ما هو الحل للحيلولة دون هذه العراقيل التي يصنعها متنفذون في السلطة كما ذكرت..؟
* بنظري أن على حكومة الوفاق أن تكون شفافة وان تظهر للناس ما يحدث ومن الذي يعرقل مسيرة الحياة ومسيرة الحكومة.. أما الصمت فإنه يصب لصالح تلك الجهات التي تحاول تدمر وتخرب وتشوه صورة هذه الحكومة، إضافة إلى هذا أيضاً، أن تضطلع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية على وجه الخصوص بواجبه وأن تكونا يقظتين وتفشلاً المخططات من مهدها وعليها كذلك أن تعاقب الجناة وتضرب بيد من حديد كل من يقلق أمن وسكينة البلاد.. فنحن لا نزال نرى انفلاتاً أمنياً في الكثير من المدن والسبب هذا أنه لا يروق للمتنفذين الأمن والاستقرار وضرب مثلاً لما يحدث في تعز، حيث يسعون لإفشال مهام مدير الأمن الذي نحسبه – والله حسيبه – رجل قدير وصاحب خبرة ولكن لا تزال المظاهر المسلحة منتشرة..
ويضيف المقطري: نحن نتمنى من وزارة الداخلية والحكومة بشكل عام أن تستمر في عملها دون الالتفات إلى الوراء، كما أن عليها أن تعلن عبر وسائل الإعلام عمن يعرقل مسيرة حكومة الوفاق الوطني.
وقال إن التهديد بسحب الوزراء من قبل رئيس المؤتمر الشعبي العام عمل على إرجاع الأمور إلى سابق عمدها، لكنهم، لن ينالوا ما يريدون فالشعب اليمني العظيم مراعي ومدرك من وراء مثل هذه المخططات التي تحاول إفشال عمل حكومة الوفاق وإقلاق الأمن ودعم المخربين هنا أو هناك..
* من وراء إقلاق الأمن:
* *ولكن كان ينبغي على الكتلة الوزارية للمعارضة أن تتخذ موقفاً حيال ما يجري الآن بدلاً من ترك الأمور عائمة ويكون هناك جدية بدلاً من إيثارها للصمت..؟
* نعم.. هذا ما ذكرته لك من انه يجب على الحكومة أن تبلغ الشارع عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروئة، فالإعلام بأيديهم حتى يعرف الناس من وراء إقلاق الأمن ومن هو الذي كان يتشدق بحب الوطن والمواطن وها هو اليوم صار منتقماً وما أراد الخروج إلا بالصندوق وقد أعلن الصندوق نتيجة مبهرة لأول مرة في تاريخ اليمن.. فلم هذا الالتفاف والنكث بالعهود والعودة إلى المربع الأول.. والواجب على رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق تنفيذ المبادرة الخليجية دون تلكؤ أو تباطؤ حيث بدأنا نسمع عن الكثير من التراجع والتلكو في بعض البنود، كما على الدول الراعية للمبادرة وضع حد لمن يعرقل مسيرة الحياة في اليمن كون البلاد لا تحتمل أكثر مما هي عليه حيث يجب على رئيس البلاد والحكومة إشعار المواطن بالسكينة وأن يكونوا شفافين فزمن الغموض قد مضى وانقضى..
* طالما سئم السلطة فليترك السياسة:
** الدكتور/ عقيل.. هناك من يرى في خروج صالح من البلاد وانعزاله العمل السياسي حلاً هل تؤيدون هذا الرأي؟
* هذه مسألة أظن أنه مجمع عليها داخلياً وخارجياً وإلا لكان بقى هادئاً حيث قال صالح عن نفسه أنه سئم السلطة فيكيفه هذا، فمسألة خروجه حتى تسكن اليمن ويطمأن أهل هذا البلاد أظن أنها مسألة متفق عليها داخلياً، بل هناك من يذهب إلى أكثر من هذا ويرى مغادرة صالح وعائلته ومن كان يحيط به..
* كفى هدراً.. فهذه أموال شعب:
** عن أي دور إيجابي للحكومة يمكن أن نتحدث عنه في ظل الحديث عن أن الرئيس السابق لازال يستلم الميزانية ومخصصاته المالية كرئيس للجمهورية..؟
* من أين يستلمها إذاً.. إذا كان لا زال يستلم الميزانية التي كان يستلمها وهو في دار الرئاسة فلا بد أن هناك خللاً في أداء حكومة الوفاق أن كان الأمر كما تقول.. فعلي صالح عاد مواطناً كسائر المواطنين إن كان هو رئيس المؤتمر الشعبي العام، فلمتعارف عليه أن الحكومة لا تعطي لرؤساء الأحزاب ولا النواب ولا أمناء الأحزاب مرتبات.. هذا في الحقيقة يعد خللاً في أداء الحكومة أن كان الأمر كذلك، فهذه أموال الشعب وكفى هدراً فنحن بحاجة إلى الريال الواحد..
المصدر : أخبار اليوم